مخاطر الإفراط في تناول الفيتامين D على الصحة

بقلم د. مبارك أجروض

 

سُمِّيَّة الفيتامين D “Toxicité de la vitamine D“، هي حالة نادرة لكنها محتملة الخطورة تحدث حينما يكون لدى الفرد كميات مفْرطة من الفيتامين D في جسمه. وتحدث سُمِّيَّة الفيتامين D في العادة بسبب تناول جرعات كبيرة من مكملات الفيتامين D وليس بسبب النظام الغذائي أو التعرض للشمس. وذلك لأن الجسم ينظم كمية الفيتامين D الناتجة عن التعرض للشمس، وحتى الأطعمة المعزَّزة بالمكمِّلات لا تحتوي على كميات ضخمة من الفيتامين D.

وتتمثل أشد عواقب سُمِّيَّة الفيتامين D في تراكم الكالسيوم في الجسم (فرط الكالسيوم)، مما يسبب الغثيان والقيء، والضعف، والتبول المتكرر. ويمكن للأعراض أن تتفاقم لتسبب آلام العظام، ومشكلات الكلى، مثل تكون حصوات الكالسيوم. ويتضمن العلاج التوقف عن تناول الفيتامين D، والحد من الأغذية المشتملة على كثير من الكالسيوم. وقد يصف لك الطبيب أيضًا السوائل الوريدية وأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات أو البيسفوسفونات Corticoïdes ou bisphosphonates..

يحاول الكثيرون تعويض نقص الفيتامينات لديهم، ولاسيما الفيتامين D، الذي يؤدي تراجع مستواه في الجسم إلى أعراض مؤلمة، إلا أنه من النادر أن يتحدث الناس عن فرط استخدامهم لـ “فيتامين الشمس”، وهو ما يمكن حدوثه بسهولة بسبب المكملات. ووفقًا لمؤشر المدخول الغذائي (DRI)، الذي أقرته الأكاديمية الوطنية للطب في الولايات المتحدة ومجلس الغذاء والتغذية، فإن البديل الغذائي الموصى به (RDA) لفيتامين د يوميًّا هو 15 ميكروجرامًا للبالغين دون سن 70، و20 ميكروجرامًا للبالغين أكبر من 70 عامًا، حسب تقرير لوكالة سبوتنيك.

ويعد الوصول إلى المستويات السامة من الفيتامين D في النظام الغذائي أمرًا نادر الحدوث إلا أنه تم تحديد أعلى مستوى بـ100 ميكروجرام في اليوم لأي شخص فوق سن 19؛ إذ تتراوح غالبية مكملات الفيتامين D في السوق بين 1000 وحدة دولية (IU) و10000 وحدة دولية، وهو ما يتراوح بين 25 ميكروجرامًا إلى 250 ميكروجرامًا لكل مكمل.

* أعراض سُمِّيَّة الفيتامين D

تشتملُ الأَعرَاض المبكِّرة لسمِّية الفيتامين D على الشعور بنَقص الشَّهية والغثيان والقيء، يتبعها الشعور بالعطش الشديد وزيادة التبوُّل والضَّعف والنرفزة والحكة وارتفاع ضغط الدم. ونتيجةً لارتفاع مستوى الكالسيوم، يمكن أن يترسَّبَ الكالسيوم في جميع أنحاء الجسم، وخصوصًا في الكلى والأوعية الدموية والرئتين والقلب. قد تُصابُ الكلى بضررٍ وبقصورٍ دائم، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي. يقول موقع eat this not that المتخصص في الطب والصحة بإن الإفراط في تناول الفيتامين D يمكن أن يصيب الشخص بعدد من الآثار الجانبية منها:

* فرط كالسيوم الدم Hypercalcémie

إن الفيتامين D هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، يساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم؛ لهذا السبب يقول الكثير من الناس إن الفيتامين D مهم للاستهلاك عندما يكبر الإنسان نظرًا لطبيعة أن الكالسيوم معدن يقوي العظام.

ومع ذلك، إذا كان الشخص يستهلك الكالسيوم بشكل مفرط فقد يكون جسمه معرضًا لخطر الإصابة بفرط كالسيوم الدم، وفقًا للمعهد الوطني للصحة.

* الشعور بالغثيان

الغثيان والقيء كلاهما من الأعراض التي تأتي مع تناول الكثير من الفيتامين D وفرط كالسيوم الدم.

* الشعور بالتعب

هل تشعر بالإرهاق ؟ يمكن إلقاء اللوم على مكمل الفيتامين D الخاص. يمكن أن يؤدي تناول الكثير من الفيتامين D إلى الشعور بالتعب، الذي يرتبط أيضًا بفرط كالسيوم الدم.

* الشعور بالانزعاج

يُعدُّ التهيج أيضًا أحد الأعراض الشائعة لفرط كالسيوم الدم وتناول الكثير من الفيتامين D. إذا كان هذا شيئًا تشعر به بانتظام أثناء تناول مكمل الفيتامين D فقد يكون الوقت قد حان لبدء تقييم استهلاك الفيتامين D، والتأكد من عدم المبالغة فيه.

* تكوُّن حصوات الكلى

أحد أكبر الآثار الجانبية لفرط كالسيوم الدم هو تكوين حصوات الكلى. فلقد وجدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة نيو إنغلاند الطبية أنه عندما يعاني الجسم من زيادة في الكالسيوم (نحو 2100 ملليجرام يوميًّا) فإن خطر الإصابة بحصوات الكلى يزداد بشكل كبير.

ويمكن أن يكون هناك العديد من الظروف التي قد لا تحصل فيها على ما يكفي من الفيتامين D، كأن يكون التعرُّض للشمس محدودًا. كذلك فإن الأطعمة التي توفر الفيتامين D قليلة، مثل البيض والأسماك والفطر وحليب الصويا المدعم وعصير البرتقال.

ومن أجل الحصول على كمية كافية من الفيتامين D من الشمس يحتاج الإنسان إلى تعريض بشرته لأشعة الشمس مرتين في الأسبوع لمدة 5 إلى 30 دقيقة ين الساعة الـ10 صباحًا والـ4 مساء.

وإذا وجد الشخص أنه تحصل على ما يكفي من خلال المصادر الغذائية، إضافة إلى التعرض شبه المنتظم لأشعة الشمس، فمن المحتمل أنه ليس في حاجة إلى مكملات على الإطلاق. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.