عدوى المسالك البولية Infection Urinaire

بقلم د. مبارك أجروض

يتكون الجهاز البولي من كليتين موصولتين بالمثانة البولية عن طريق حالبين، يتم تفريغ المثانة البولية عن طريق الإحليل وعند الرجل توجد غدة البروستاتا prostate حول الإحليل وبجوار المثانة، تعتبر معظم عدوى المسالك البولية  infection urinaireناتجة عن البكتيريا، ولكن بعضها ينتج عن الفطريات، وفي حالات نادرة عن الفيروسات. وتعد عدوى المسالك البولية من أكثر أنواع العدوى شيوعًا بين البشر.  ويمكن أن يحدث التهاب المسالك البولية في أي مكان في المسالك البولية من الكليتين، والحالبين، والمثانة، والإحليل. وتشمل معظم حالات العدوى الإحليل والمثانة، ومع ذلك، يمكن أن تشمل عدوى المسالك البولية الحالب والكلى في الجهاز العلوي. وعلى الرغم من أن التهابات المسالك البولية في الجهاز العلوي نادرة أكثر من عدوى المسالك البولية في الجهاز السفلي، إلا أنها عادة ما تكون أكثر حدة. وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية من الرجال.

 

للإشارة لا تسبب عدوى المسالك البولية ظهور علامات وأعراض دائما، ولكن عندما تظهر فإنها قد تشمل رغبة قوية ومستمرة في التبول، إحساسًا بالحرقان عند التبول، تكرار التبول بكميات صغيرة، ظهور البول بلون غائم، ظهور البول بلون أحمر أو وردي فاتح أو بلون الكولا – وهي علامة على وجود دم في البول، بول قوي الرائحة، ألم الحوض عند النساء وألم المستقيم عند الرجال. وتمكن الغفلة عن عدوى المسالك البولية أو الخلط بينها وبين حالات مرضية أخرى عند كبار السن. وقد يؤدي كل نوع من أنواع عدوى المسالك البولية إلى ظهور علامات وأعراض أكثر تحديدًا، حسب الجزء المصاب من المسالك البولية.

* أسباب عدوى المسالك البولية

أي شيء يقلل من إفراغ المثانة أو يهيج المسالك البولية يمكن أن يؤدي إلى التهابات المسالك البولية. وهناك أيضًا العديد من العوامل التي يمكن أن تعرض المرء لخطر متزايد للإصابة بالتهاب المسالك البولية. وتشمل هذه العوامل  العمر فكبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية،  ضعف الحركة بعد الجراحة أو الراحة في الفراش لفترات طويلة، حصى الكلى، التهاب المسالك البولية السابقة، انسداد المسالك البولية، مثل تضخم البروستاتا وحصى الكلى وأنواع معينة من السرطان، الاستخدام المطول لـcathéter urinaire، ما قد يسهل على البكتيريا الوصول إلى المثانة، مرض السكري، خاصة إذا كان سيئ السيطرة عليه، ما قد يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب المسالك البولية، الحمل، التشوهات الخلقية في المسالك البولية وضعف جهاز المناعة.

* مضاعفات عدوى المسالك البولية

إذا تمت معالجة عدوى المسالك البولية السفلية بسرعة وبشكل صحيح، فسيكون من النادر حدوث مضاعفات، لكن إذا لم يتم علاجها، فيمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، ويمكن أن تشمل مضاعفات عدوى المسالك البولية العدوى المتكررة، وخاصة عند النساء اللاتي يعانين من ثلاثة أنواع أو أكثر من عدوى المسالك البولية، التلف الدائم للكلى من عدوى الكلى الحادة أو المزمنة (pyélonéphrite) بسبب عدوى المسالك البولية التي لم يتم علاجها، وخاصة عند الأطفال الصغار وزيادة مخاطر ولادة النساء الحوامل لأطفال منخفضي الوزن عند الولادة أو الخدج.

* تشخيص الإصابة بعدوى المسالك البولية

يتم تحليل عينة من البول بحثًا عن وجود خلايا دم بيضاء أو خلايا دم حمراء أو بكتيريا، إجراء مزرعة بول، وهو اختبار يستخدم عينة البول لتكاثر البكتيريا في المختبر، وهذا الاختبار يوضح الطبيب نوع البكتيريا المسببة للعدوى والأدوية التي ستكون أكثر فعالية، إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية أو بالأشعة المقطعية (CT) للحصول على صور للمسالك البولية، إذا اشتبه الطبيب في وجود شيء غير طبيعي في المسالك البولية يسبب العدوى المتكررة وتنظير المثانة، إذا كان المرء يصاب بعدوى المسالك البولية المتكررة.

* علاج عدوى المسالك البولية

 

ـ العدوى البسيطة Infection simple

 

تشمل الأدوية الموصى بها عادة لعلاج عدوى المسالك البولية sulfaméthoxazole – triméthoprime (Bactrim, Septra, وأدوية أخرى), amoxicilline, (Amoxil, Augmentin وأدوية أخرى)، nitrofurantoïne (Furdantin وMacrodantin، وأدوية أخرى)، ampicilline, ciprofloxacine (Cipro)، lévofloxacine (Levaquin). وعادة، تزول الأعراض خلال بضعة أيام من العلاج، ولكن قد تحتاج إلى الاستمرار في تناول المضادات الحيوية مدة أسبوع أو أكثر. تناول برنامج العلاج بالمضادات الحيوية التي وصفها الطبيب بأكمله للتأكد من الشفاء التام من العدوى.

 

وبالنسبة لعدوى المسالك البولية غير المعقدة التي تحدث عندما يتمتع المرء بالصحة الجيدة، قد يوصي الطبيب باتباع برنامج علاجي أقصر، مثل تناول المضادات الحيوية مدة يوم أو ثلاثة أيام. ولكن تعتمد ملاءمة هذا البرنامج العلاجي القصير لعلاج العدوى على الأعراض المحددة التي تشعر بها وتاريخ المرء المرضي. وقد يصف الطبيب أيضًا مسكنات الألم (المسكنات) التي تخدر المثانة والإحليل لتخفيف الإحساس بالحرقة أثناء التبول. ويُعد تغير لون البول إلى البرتقالي أو الأحمر أحد الآثار الجانبية الشائعة لمسكنات المسالك البولية.

 

ـ حالات عدوى متكررة Infections fréquentes

إذا كان المرء يصاب بعدوى المسالك البولية المتكررة، فقد يوصيه الطبيب بعلاجات محددة، كبرنامج علاجي أطول بالمضادات الحيوية، أو برنامج يتضمن فترات قصيرة من المضادات الحيوية عند بداية الأعراض البولية، الاختبارات المنزلية البولية، والتي تقوم فيها بغمس عصا الاختبار في عينة من البول للتأكد من العدوى، جرعة واحدة من المضاد الحيوي بعد الجماع إذا كانت العدوى مرتبطة بالنشاط الجنسي والعلاج بـ oestrogène vaginalإذا كانت المرأة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، لتقليل فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية المتكررة.

 

ـ العدوى الحادة Infection aiguë

بالنسبة لعدوى المسالك البولية الحادة، قد يحتاج المرء إلى العلاج بالمضادات الحيوية الوريدية في المستشفى.
وأخيرا يمكن أن تكون عدوى المسالك البولية مؤلمة، ولكن يمكن للمرء اتخاذ خطوات لتخفيف الآلام حتى تعمل المضادات الحيوية على التخلص من العدوى، ويمكن تناول قدرًا كبيرًا من المياه لتخفيف البول والمساعدة في طرد البكتيريا، تجنب المشروبات التي قد تؤدي إلى تهيج المثانة، مثل القهوة والكحوليات والمشروبات الغازية التي تحتوي على عصائر الحمضيات والكافيين، حتى تزول العدوى، حيث إن هذه المواد تهيج المثانة وتميل إلى مفاقمة الحاجة المتكررة أو الملحة إلى التبول وضع وسادة تدفئة تكون دافئة، وليست ساخنة، على البطن لتقليل الضغط على المثانة أو تخفيف الآلام.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.