اضطراب الديسلكسيا (Dyslexia) هو عسر القراءة أو أحد اضطرابات التعلم التي يعاني منها بعض الأطفال وكذا البالغين.
فما هي أسباب الديسلكسيا أو عسر القراءة؟
الديسلكسيا ليست نتيجة لعامل واحد محدد، بل ترتبط بعدة عوامل، منها:
عوامل وراثية: الديسلكسيا تميل إلى الانتقال في العائلات، مما يشير إلى وجود مكون جيني.
تشوهات دماغية: اختلافات في الطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات اللغوية، وخاصة في مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة.
مشاكل في معالجة اللغة: تتضمن صعوبة في التمييز بين الأصوات المختلفة في اللغة (الوعي الصوتي).
مشكلات في التواصل العصبي: يعني عدم التوازن خلايا الرأس أي عدم فعالية الترابط بين جهة اليمين وجهة الشمال في الدماغ
ماهي أعراض الديسلكسيا؟
تختلف الأعراض حسب العمر وشدة الحالة، وتشمل:
عند الأطفال الصغار “ما قبل التمدرس”:
تشمل المؤشرات الدالة على احتمال إصابة الطفل:
تأخر في تعلم الكلام.
صعوبة في تعلم الحروف الأبجدية أو أسمائها وأصواتها.
مشاكل في تعلم كلمات جديدة.
صعوبة في نطق الكلمات بشكل صحيح.
عند الأطفال في المدرسة “عمر المدرسة”:
بمجرد أن يذهب طفلك إلى المدرسة قد تتجلى أعراض عسر القراءة بشكل أكبر وتشمل:
صعوبة في قراءة الكلمات بشكل صحيح وسليم
قراءة أبطأ من أقرانهم.
مشاكل في الإملاء والكتابة.
صعوبة في الوصول إلى الكلمة الصحيحة
عند المراهقين والبالغين:
بطء في القراءة أو تجنب القراءة.
صعوبة في الإملاء.
صعوبة في التنظيم والتعبير الكتابي.
مشاكل في تعلم اللغات الأجنبية.
فهل لهذا اضطراب ديسليكسيا علاجا؟
رغم أن الديسلكسيا اضطراب مزمن، إلا أنه يمكن إدارة الحالة وتحسين المهارات القرائية والكتابية من خلال التدخلات التالية:
استخدام أساليب تعليمية متعددة الحواس، مثل الربط بين الحروف والصور أو الأصوات.
التركيز على التدريب الصوتي وتحليل الكلمات.
العمل مع متخصصين في عسر القراءة أو معالجين لغويين لتحسين القراءة والكتابة.
استخدام أدوات مثل الكتب الصوتية، وبرامج تحويل النص إلى كلام.
دور الأسرة مهم في تقديم بيئة داعمة تساعد الطفل على القراءة والكتابة دون ضغط.
تقديم الدعم النفسي لتحسين ثقة الطفل بنفسه، خصوصا إذا كان يعاني من تأثيرات سلبية على تقدير الذات.
كلما تم تشخيص الديسلكسيا وعلاجها مبكرا، كان التحسن أفضل.
بعض شخصيات معروفة مصابة بديسليكسيا:
اضطراب الديسلكسيا لا يمنع النجاح أو التفوق، وهناك العديد من الشخصيات البارزة التي عانت منه وأثبتت قدرتها على التغلب على الصعوبات وتحقيق إنجازات عظيمة. من بين هذه الشخصيات:
ليوناردو دا فينشي: الرسام والمخترع الإيطالي الشهير الذي أبدع في مجالات متعددة، يعتقد أنه كان يعاني من الديسلكسيا بسبب كتابته المتعاكسة (المقلوبة) وصعوبة تفسير بعض ملاحظاته.
ألبرت أينشتاين: الفيزيائي العبقري وصاحب نظرية النسبية، عانى في طفولته من صعوبات في القراءة والكتابة، لكنه أصبح أحد أعظم العلماء في التاريخ.
ستيف جوبز: المؤسس المشارك لشركة آبل، عانى من صعوبات تعلم يُعتقد أنها مرتبطة بالديسلكسيا، لكنه أبدع في عالم التكنولوجيا وتصميم المنتجات.
ريتشارد برانسون: رجل الأعمال البريطاني الشهير ومؤسس مجموعة شركات “فيرجن”، تغلب على الديسلكسيا وأصبح رمزاً للإبداع والابتكار.
توم كروز: الممثل الأمريكي المعروف، عانى من الديسلكسيا منذ صغره، لكنه استمر في تحقيق نجاحات كبيرة في عالم السينما.
كيانو ريفز: الممثل الكندي الشهير الذي صرح بأنه واجه صعوبة في التعلم بسبب الديسلكسيا، لكنه استمر في تحقيق نجاحات كبيرة في التمثيل
رسالة لوالدين كيف يكون دورهم مع اطفالهم مصابون بديسليكسيا:
أطفالكم يحملون طاقات مميزة وقدرات فريدة، حتى وإن واجهوا تحديات في القراءة والكتابة. دوركم كوالدين أساسي في دعمهم وتشجيعهم للتغلب على هذه التحديات وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
تقبلوا الاختلاف: الديسلكسيا ليست عيبا أو علامة ضعف، بل هي تحد يحتاج إلى دعم خاص. تقبلوا صعوبات طفلكم واحتفلوا بإنجازاته الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
كونوا داعمين: حبكم غير المشروط ودعمكم النفسي يعززان ثقته بنفسه. أشعروه بأنكم فخورون به مهما كانت الصعوبات التي يواجهها.
تعلموا عن الديسلكسيا: فهمكم لطبيعة الديسلكسيا وكيف تؤثر على التعلم يساعدكم على التعامل مع طفلكم بطريقة فعالة. اطلعوا على أساليب التعليم المناسبة واطلبوا المساعدة من مختصين.
تواصلوا مع المدرسة: كونوا حلقة وصل بين طفلكم والمعلمين. ناقشوا التحديات التي يواجهها طفلكم واطلبوا استراتيجيات تعليمية مناسبة لدعمه داخل الفصل.
ساعدوا في التعلم المنزلي: اجعلوا وقت القراءة والكتابة ممتعا، مثل قراءة قصص يحبها الطفل بصوت عالٍ أو استخدام تطبيقات تعليمية تفاعلية.
استخدموا أساليب تعلم متعددة الحواس (السمعية، البصرية، واللمسية).
ركزوا على نقاط القوة
قد يكون لدى طفلكم مهارات استثنائية في الإبداع، التفكير النقدي، الفن، أو الرياضة. شجعوه على استكشاف مواهبه واهتماماته.
تجنبوا الضغط: الضغط لتحقيق درجات عالية أو مقارنته بأقرانه قد يؤثر سلبا على نفسيته. دعوه يتعلم على وتيرته الخاصة.
اطلبوا المساعدة المهنية: استعينوا بمعالجين متخصصين في صعوبات التعلم أو معلمي الديسلكسيا. التدخل المبكر يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في تطور مهارات الطفل.
علموه مهارات التغلب: علموا طفلكم أن الديسلكسيا ليست نهاية الطريق، بل هي تحد يمكن التغلب عليه. حفزوه ليطور استراتيجياته الخاصة للتعلم والنجاح.
كونوا نموذجا إيجابيا: إذا رأى طفلكم أنكم تواجهون التحديات بإيجابية وصبر، سيتعلم أن يتعامل مع صعوباته بنفس الطريقة.
رسالة حب وتشجيع: طفلكم ليس وحده، وأنتم لستم وحدكم. كثير من الأشخاص الذين عانوا من الديسلكسيا أصبحوا قادة في مجالاتهم وحققوا نجاحات مذهلة. الأهم أن يشعر طفلكم بأنه محبوب ومقدر على حقيقته.
بتفهمكم ودعمكم، ستمنحونه الجناحين للتحليق نحو النجاح.